أتيتَ يا ربَّ العالمين بشهْر الرحمة، وأتَوْا بِخَيلهم ورَجلِهم، واجتمعت جيوشُ المخْرِجين والممثِّلين، وشحَذُوا الكاميرات وحشَوْها بالبطَّاريات والأشْرِطة، ورَصَدوا الأموال الطائلة، وعَمِلوا بجِدٍّ وكَد، ووقَفوا صفًّا واحدًا، وأقسموا ليَصْرِمُنَّها مصْبِحين، ولَيمْلَؤُنَّ رمضانَ شهْرَ الرَّحْمة ذُنوبًا ومعاصي، ولَيشْغلُنَّ على الناس أوقاتهم بغير ما يرضِي الله - عزَّ وجلَّ - فتزيَّنَت نساؤهم وتفنَّنتْ في إبداء المَحاسن، وأخْرَج الكُتَّابُ أقلامَهم؛ لِيَصُوغوا القَصص المثيرة والمشوِّقة، وانطلقَتْ حَملاتُهم الإعلانية في شهر شعْبان، قائلين:
"رمضان يجمعنا".
وقد كانت عبارتُهم صائبةً؛ فرمضان يَجمعهم بشياطينهم، ورمضان يجمَعُنا بربِّنا، ولا والله، لن نَجتمع نحن وهُم في هذا الشَّهر الفضيل.
الباقي بالالوكة
http://www.alukah.net/Sharia/0/24188/